الفصل الثالث:ادرك عظيم
بالنسبة لزينغ فان السحاب لم يكن بهذا القرب من قبل و حتى الرعد لم يكن بهذه العلو من قبل.
نظر الى الرجل صاحب السيف برعب عميق،ينظر الى الرجل و الراهب بازا بينما هما يتقاتلان بقوة في ما بينهما.
فجاءة صوت الرعد دوى فى المكان تبعه برق ضرب السيف في يد الرجل المغطاء بالثوب الاسود.
الثوب الاسود رفرفر فى السماء بينما اتسعت عيني الرجل الشيطاني بقوة بينما ينظر نحو بازا بغضب.
بازا كسر ما تبقى من حبات السبحة البوذية التى كانت تحمل ثمانية عشر قطعة الان تبقي منها فقط سبعة ضحي بهم الان بينما يصيح:"بوذا يحمل رحمة فى قلبه".
زينغ فان تجمد دمه بينما ينظر الى تصادم الضوء الذهبي مع سيف البرق بقوة،فجاءة اصبح جسده خارج سيطرته تمام.
اراد الالتفات و الهرب لكن كل ما سمعه هو صوت رياح حاد تبعه احس بخفة فى جسد عندها ادرك ان جسده يطير من مكانه.
رعب عميق تسلل الى قلبه،هذه المرة الاولى فى حياته يمر بموقف خطير كهذا.
هل انا ميت الان؟الخوف تملك قلبه فى لحظة مواجهة الموت.
ماذا يفعل طفل صغير مثله فى حالة مواجهة الموت هذه؛
فجاءة اغمي عليه من شدة التوتر.
بعد انفجار مدوى انتشر الغبار فى كل مكان ،بعد ان انقشع الغبار اخيرا بداءت السماء تهطل مطرا غزيرا.
يمكن رؤية بازا بينما يحمل لين جينغ يو و زينغ فان و يمشي متعثرا الى اقرب شجرة غير مدمرة من هذه المعركة الجنونية.
وضع العجوز بازا الطفلين تحت الشجرة ثم جلس بجانبهما ،فجاءة عاد اليه احساس الالم اقوى بعدة مرات،بينما سم الحشرة ذات الزيول السبعة عاد يهاجمه.
نظر بازا الى جسد المسود لم يعد هنالك سوى بقعة واحدة بالقرب من مكان القلب لم يلحق سواد السم بها.
بازا نظر الى البقعة و ضحك بخيبة امل على نفسه ثم صار يتمتم :"من كان يظن ان بازا الراهب الكبير سموت هنا".
نظر الى الطفلين ثم انتابه قلق فجاءة عليهما و على القرية التى بقربهم،بازا كان قلقا على ارواح الابرياء اكثر من نفسه لان ذلك الشيطاني اصيب اصابات خارجية فقط اما مركز قوته فلا يزال هنالك.لذلك احس بخيبة امل عميقة.
او ربما هذا ما خدع نفسه به لان خيبة امله من حلمه الذي لم يتحقق بعد و هو اكتشاف اسرار الخلود.
بعد التدرب لخمسين عاما اكتشف بازا انه وصل لقمة الفهم فى تقنية البوذا التى تدرب عليها و الان فقط يستطيع التدرب لزيادة قوته و ليس فهم اسرار الخلود فيها.
بعد التأمل لعدة سنوات اتى بفكرة انه اذا اجتمعت الطرق الثلاثة الاكبر البوذية و الطاوية و الشيطانية و شاركت كل طائفة فهمها للامر فيمكنه تحقيق الخلود الكامل.
لكن الحقيقة امر من هذا فأخوته الثلاثة فى ممهبد الشمس المشرقة رفضوا الامر دون تردد و بقوا يقنعونه بالعدول عن فكرته.
هذا الامر جعله حزينا لكنه لم يستسلم و جرب الطوائف الاخرى حتى الان هذه المرة الرابعة التى يطرح فيها على رئيس طائفة شينغ يان المبجل داوشين الفكرة لكنه يرفض فى كل مرة دون تردد.
والان هو على فراش الموت اخرج حبة حمراء قال له الطبيب الشبح انه سيحتاج اليه فى حياته اسمها 'حبة الثلاثة الاخيرة'.
'ربما هذه هي النهائية'بعد التردد لبضعت لحظات اخيرا بلع الحبة التى ستساعده على الصمود لثلاثة ايام و بعدها سيموت بالتاكيد.
نظر الى الطفلين ثم قال فى نفسه:"ستكون حياتهما جيد فى طائفة شينغ يان سوف ارسلهما الى هنالك كتلميذين....ههههم".
فجاءة اصابه ادرك عظيم عندما تذكر دخول طائفة شينغ يان:"ماذا لو علمت احدهما تقنيات البوذا و جعلته تلميذا لدي طائفة شينغ يان هكذا فكرتي لن تموت....ههههههه".
تحولت تعابير وجهه من حزن عميق الى فرح شديد في لحظات،هذا الادراك العظيم جعله يفرح حقا.
نظر الى الطفلين تحت الشجرة ثم مد يده ليوقظ لين جينغ يو لكنه توقف فى منتصف الطريق و فكر:"هذا الصغير لديه موهبة ممتاز و سوف يحظى بأهتمام من الطائفة و معلميها لذلك من الافضل ان اختار الاخر العنيد رغم ان لديه موهبة عادية لكنه جيد".
بعدها ضغط الراهب فى بعض النقاط فى جسد زينغ فان و اخيرا استيقظ الاخير بدون تركيز و اخءه الامر وقتا حتى ادرك ما حوله.
"ايه سيدي ماذا تفعل هنا؟"صاح زينغ فان.
ابتسم بازا و قال له:"ماذا تفعل انت فى المعبد؟".
قال زينغ فان:"لقد حل الليل و رايتك تجلس هنالك فى ذلك الجو البارد لذلك قررت احضار بعض الطعام لك".
فجاءةابتسم بازا و جمع يديه نحو صدره و تلي:"بودة فى قلبه رحمة،نحن حقا مرتبطان بالقدر".
حك زينغ فان رأسه بأرتباك:"ماذا يعني هذا؟".
رد العجوز ضاحكا:"اعني ان لدي تقنية تدريب هنا هل تريد تعلمها".
مرة اخرى سأل المشوش زينغ فان:"ما هذا تقنية التدريب هذه؟".
تعجب العجوز للحظة ثم ضحك بقوة وقال:"لا شئ فقط بعض تقنيات التنفس هل تريد تعلمها؟".
اؤما زينغ فان ببراءة مما جعل العجوز يزيد من ابتسامته و يقول:"لحن لدي شروط اولا".
صار وجه الصغير حازما فجاءة و قال بجدية:"سوف احفظها جميعا".
تفاجاء العجوز من رد زينغ فان الذي يبدو انه صغير لكن ادراكه اكبر من سنه:"اولا غير مسموح ان تظهر هذه التقنية امام اي شخص تدرب بها فقط فى منتصف الليل وحدك".
اؤما زينغ فان و قال:"حتى لو مت لن اخبر احدا بها".
"فقط فى الحالات الحتمية توجب عليك اصتخدما التقنيات هذه هل تفهم"قال العجوز بوجه صارم.
بعد رؤية وجه زينغ فان الجاد اخيرا بداء الراهب تعليمه التقنية،استخدم زينغ فان ستة ساعات لتعلمها و بعد ان تعلمها فقط الان ارتاح العجوز و اخرج تنهد طويلا.
"ههههه من كان يعلم انني بعد كل هذا الوقت سوف أاخذ تلميذا فى حياتي،فتى انا الراهب بازا من معبد الشمس المشرقة...ايه هل تهرف هذا المعبد؟".
"لم اسمع به من قبل"رد زينغ فان بأرتباك.
"ههههه حقا طفل،الان لنبداء مراسم التلميذ و المعلم،انحنى ثلاثة مرات و قل لي معلمي"بازا امره بصوت صارم.
فعل زينغ فان كما طلب منه و عندما اراد رفع رأسه سمع ضحك بازا البائسة و بعده شئ ضرب راسه و اغمي عليه مرة اخرى

#####

استمتعوا

2020/01/04 · 329 مشاهدة · 909 كلمة
Bushra Zahir
نادي الروايات - 2024